تحقيق: إشراقة النور
يتصرف بعض الأزواج بغرابة عند قدوم مولود جديد إلى المنزل، فيتململون من "إنخفاض" مستوى إهتمام زوجاتهم بهم، مقابل "إرتفاع" المستوى نفسه تجاه القادم الجديد. قد يصعب علينا التصور، أن بعض الآباء تنتابهم "الغيرة" من أبنائهم، بسبب "سلبهم" بؤرة الإهتمام، لكن الأمر ليس خيالاً على الإطلاق بل هو حقيقة، تؤكدها الدراسات، ويؤكدها التحقيق التالي:-
في استبيان أُجري بواسطة التصويت الإلكتروني، شاركت فيه 1105 سيدات متزوجات تناول موضوع غيرة الأزواج من الأبناء، أكّدت 433 زوجة من المستطلعات أنّ أزواجهنّ يغارون عليهنّ من الأبناء، ويعبرون عن هذه الغيرة ضمنياً أو صراحة.
وحسب ذوي الإختصاص، فإنّ "بعض الغيرة" التي يبديها الأزواج من أولادهم "حالة" طبيعية، يعانيها معظم الرجال، بل ذهبوا إلى أبعد من ذلك، إذ أشاروا إلى أنّ الزوجة تتعمد أحياناً، إستثارة مشاعر الغيرة لدى زوجها، فتبالغ في إهتمامها بأبنائها كي تدفع زوجها ليعبر عن مشاعر غيرته، أو بمعنى آخر، تمارس "بعض" الشقاوة لإرضاء غرورها، لتعرف مدى حب زوجها. لكن التجارب الواقعية تشير إلى أنّ هذه الحال، إذا زادت على حدها انقلبت إلى ضدها. فكيف يمكن للزوجة أن تتعامل مع هذه المواقف؟ وكيف تتفهم "طقوس طفولة" الرجال في موضوع الغيرة من الأبناء؟
- طفل كبير:
"هل تحبينه أكثر مني؟" سؤال أكاد اسمعه يومياً من زوجي، قاصداً طفلي الذي لم يكمل عامه الثاني، هكذا بدأت ن. صالح، (ربة منزل وأم لطفل)، تروي معاناتها مع زوجها الذي تزوجته عن علاقة حب طويلة، إذ لم تمض سوى أشهر قليلة على إنجابها الطفل الأوّل، حتى بدأت "رياح الغيرة" تهب بقوة من جانب زوجها تجاه هذا المخلوق الصغير "تبين لي أنّ زوجي يشعر بالغيرة من طفله، ينهره أحياناً عندما يكثر من البكاء، يتهمني بأنّه لم يعد يحصل على درجة الإهتمام نفسها التي كان يحصل عليها قبل أن أصبح أماً لإبنه، رغم أنني أحتفظ بحبي الشديد له".
تواصل صالح شرحها مظاهر الغيرة التي تحول زوجها، حسب قولها إلى "كفل كبير غيور"، ما يشعرها بالضيق وعدم الراحة، "إذا قمت بتقبيل صغيري يقول لي ولماذا ليس أنا، وإن بدأت إرضاعه، يطالبني سريعاً بالطعام، وإذا وجدني أداعبه وألعب معه، يحتج ويقول لماذا لا تقضين وقتاً بصحبتي وهكذا".
تضيف صالح أنّها عندما لا تحرك ساكناً تجاه غيرة زوجها، وتتجاهلها، يغضب ويخاصمها بالأيام "وحتى تعود المياه بيني وبينه إلى مجاريها يتطلب مني ذلك أن أعتذر له و(أصالحه) بلطف وحب وأن اقتضى الأمر، أن أقسم له بأن حبي له لا يعادله حب لأي كائن في الحياة".
- نار الغيرة:
يعترف أبو أحمد، موظف متزوج منذ 15 عاماً، بأن إحساساً بالغيرة والضيق ينتابه أحيان كثيرة، بسبب إهتمام زوجته المبالغ فيه بأطفالها على حسابه "أحتاج إليها أحياناً فلا تستجيب إلا بعد وقت، وعندما أعاتبها تتعلل بالأولاد ومتطلباتهم".
لا ينكر أبو أحمد حقيقة مشاعره التي تؤرقها الغيرة، "أحب زوجتي وأحب أولادي، لكنني ألاحظ إهمالاً وعدم عناية بي، وعندما أستعيد في ذاكرتي كيف كانت تهتم بي وتدللني أكاد أجن!". يشكو أحواله "إذا أردت أن أخرج معها في سهرة رومانسية، تقول لمن نترك العيال، وإذا رأتني أشتري عطراً أو غرضاً ثميناً خاصاً بي طالبتني بالإقتصاد من أجلهم، حديثها كله بات يدور حول حركاتهم وسكناتهم، إنها تدللهم وترعاهم بينما نصيبي صفر من هذه الرعاية".
يختم أبو أحمد حديثه بسؤال: "ماذا أفعل؟ هل أبحث عن أخرى وأتزوجها لتهتم بي، أم اكتفي بهذا الحد الأدنى من الرعاية والمشاعر؟".
- وحيد:
"ابنك فعل، ابنك ترك"، هذه هي النغمة المعهودة والمفضلة لدى زوج أم محمد، منذ إنجابها ولدها الوحيد قبل تسعة عشر عاماً عقب أربع بنات، تقول باستغراب "كأنما هذا الابن ينتمي إليَّ وحدي وليس ابنه!"، وهي تعزو هذه العبارة إلى تذكير زوجها الدائم لها بأنّها تهتم بابنها أكثر من اهتمامها به، وتؤكد أنّها لاحظت منذ ولادة ابنها الذكر، تغيّراً في سلوك زوجها نحوه، لا تستطيع تفسيره إلا بأنّه نوع من الغيرة. تضحك أُم محمد من هذه المشاعر التي تصفها بالطفولية "الرجل لا يحب أن ينافسه أحد على قلب زوجته وإهتمامها حتى لو كان هذا الشخص ابنه من لحمه ودمه".
بيد أن أُم محمد تعترف بأنّها اسهمت في نمو إحساس الغيرة لدى زوجها، "لقد أعطيت ابني إهتماماً مبالغاً فيه، ربّما لأني أشعر بمعاناته من الوحدة وسط شقيقاته البنات لذلك أدلله كثيراً".
ولكن هل نجحت في معالجة مشاعر غيرة زوجها؟ تضحك مرّة أخرى، وهي تقول إنها في كثير من الأحيان، تحاول أن تعوضه بإسماعه عبارالت تؤكد مكانته عندها، وتبرر إهتمامها المبالغ فيه بولدها كونه وحيداً.
- إنزعاج:
هل يغار الرجل بالفعل من إهتمام زوجته بأبنائه؟ وإلى أي مدى نستطيع القول إنّ هذا الأمر شائع في العلاقات الزوجية؟ وكيف يؤثر فيها؟
يصمت أحمد عبدالحكيم، مقاول متزوج منذ عام، قليلاً ويبدو من ملامح وجهه إنّه يبحث عن تعبير دقيق قبل أن يقول: "لا يمكن أن أصف ما يحدث للرجل من مشاعر ضيق حينما يرى زوجته تهمله لمصلحة أولادهما بأنّها غيرة، فهذه كلمة كبيرة، وما يحدث أقل من ذلك بكثير".
يفسر "قد يشعر الأب ببعض الإنزعاج والقلق ليس من الطفل، ولكن من تصرفات الأُم التي تعطي أبناءها كل وقتها وحبها، بينما يبقى هو وحيداً".
- هروب:
يؤكد محمود عبدالحميد الأشيني، متزوج منذ ثلاثة أعوام، أنّ الرجل قد يشعر بنوع من العزلة والتهميش حينما تركز الأُم علاقتها بأطفالها فقط وتنسى وجوده "ولكن من الطبيعي بالنسبة إليه، أن تكون عاطفة الأمومة أقوى من عاطفة المرأة نحو زوجها. أما من كانت في دواخله بقايا من طفولة فحتماً سيغار".
ويلفت محمود نظر الزوجة إلى أهمية خلق موازنة في تقسيم إهتمامها ومشاعرها بين زوجها وأبنائها "وإلا فستكون مسؤولة عن مشاعر الغيرة التي يمكن أن تنتاب زوجها، وتسبب لكليهما الضيق، بل إنّ بعد الرجال قد يهربون إلى أخرى، بحثاً عن ملاذ يستعيدون من خلاله حرارة المشاعر والإهتمام المفقودين في البيت".
- أنانية:
لا ينفي سعيد محمّد، متزوج منذ خمسة أعوام وأب لطفلين، غيرة بعض الأزواج من أبنائهم، بيد أنّه كذلك لا يجد من المنطفي أن يهرب الزوج للبحث عن شخص آخر يهتم به كما يفعل بعض الرجال، "بل على الزوج ألا يكون أنانياً ويتفهم طبيعة مرحلة تربية الأبناء ويدرك حاجتهم الطبيعية لكل وقت ومشاعر الأُم، فهي تعتني بأطفاله وتهتم بهم وهذا يبين حبها له".
ومن رأي سعيد أن يبحث الرجل عن سعادته "في أحضان زوجته أم أطفاله، ويشاركها هذه الرعاية، وألا يفكر في البحث عن علاقة جديدة".
- عرفان:
أمّا صموئيل شاكر عبدالنور، متزوج منذ 25 عاماً وأب لستة أولاد، فيرى أن غيرة الزوج من أبنائه "ليست في محلها"، ينصح "بدلاً من أن يغار الرجل من إهتمام زوجته بأبنائها، الذين هم في الوقت نفسه أبناؤه، عليه أن يشاركها حبهم ومسؤولية رعايتهم والعناية بهم".
يقر صموئيل أنّه متفهم تماماً لدور زوجته في منح كل وقتها لأولاده، ويجد لها الأعذار إذا ما قصرت في حقه في سبيل رعايتهم، "على الزوج أن يعطف على زوجته لا أن يلومها، لأنّها تقصد تركه جانباً وتهميشه عاطفياً بقدر ما تفعل ذلك من أجل أبنائه".
- بهار زوجي:
"الغيرة من الأبناء بصورة معتدلة، وإبداؤها للزوجة يمكن أن يضخ الحيوية في أوصال الحياة الزوجية، وهو أمر مطلوب أحياناً". هذا ما يعتقده محمّد المرزوقي، مهندس وأب لأربعة أطفال، ويعترف بوجود "غيرة كامنة داخل كل رجل على زوجته تجاه كل من يسرق منه الأضواء حتى لو كان طفله".
وعن تجربة شخصية يعيشها محمد يؤكد "أن إبداء هذه الغيرة للمرأة من حين إلى آخر يسعدها كثيراً، ويبين لها مدى حب زوجها لها وغيرته عليها من (الهواء الطائر)، كما يقولون، ويعتبر ذلك بمثابة البهار، الذي يكسر الرتابة الزوجية ويطعّمها بالإثارة".
- موازنات:
التوازن في تقسيم المشاعر والوقت، وضرورة تفهم الزوج لطبيعة المرأة في مرحلة الأمومة، هي الحلول المثلى التي يمكن أن تحد من غيرة الزوج على زوجته من أبنائه، هو ما اتفقت عليه معظم السيدات اللائي التقتهن "زهرة الخليج"، هذا على وجه العموم. أما بالنسبة إلى التفاصيل ورأي الزوجات في غيرة الأزواج من أبنائهنّ فنرويها على ألسنتهنّ.
تقر فاطمة القبيسي، أم لثلاثة أطفال، بأن اهتمام الزوجة بزوجها يقل عند قدوم الأولاد، وهذا من وجهة نظرها أمر طبيعي. لكنها تحذر من ان يتحول هذا الإهتمام إلى سلوك دائم. وترى القبيسي أنّ هذا الأمر "قد يحدث دون قصد منها، فحبها لزوجها لم يتغير، ولكن ابنها قد يستحوذ على مشاعرها ووقتها بالكامل".
- مشاعر ثابتة:
كذلك لا ترى ابتهاج عبدالرحمن، أُم لخمسة أبناء، أنّ هناك مبرراً يدعو الزوج إلى الغيرة من أبنائه "فهم أيضاً أبناؤه، وإهتمام المرأة بهم هو جزء من إهتمامها به، وحتى إن لم تستطع أن تقسم وقتها وعواطفها مناصفة بينهما، فعلى الزوج أن يجد لها العذر".
تنوه ابتهاج، "على الأزواج أن يدركوا ويطمئنوا، فمشاعر الزوجة نحو زوجها لا يمكن أن تتغير، لأن عاطفة الأمومة تختلف عن العاطفة الزوجية، ولكتيهما متسع في قلب المرأة، وكل ما يحدث هو أن واقعاً جديداً ينشأ، وعلى الزوج أن يدرك أنّه عندما يأتي طفل فإنّه يحتاج إلى مزيد من الرعاية والوقت، فهو كائن آخر مستقل له احتياجاته ومطالبه، وعندما يعترف الزوج بهذا فلا أعتقد أنّه يمكن أن يشعر بالغيرة".
- دور الزوجة:
تجد هيفاء حسين، متزوجة منذ سبعة أعوام وأُم لطفلة، العذر لبعض الأزواج الذين يغارون من أبنائهم، "على الزوجة ألا تلوم زوجها على شعوره بالغيرة في حال أسقطته من حساباتها واهتمت فقط بأولادها ولم توازن بين اهتماماته وأبنائها".
كذلك تحمل صفاء نمر محمد، متزوجة منذ 13 عاماً وأُم لثلاثة أبناء، الزوجة مسؤولية مشاعر الغيرة التي يبديها بعض الرجال نحو أولادهم وتطلب من كل سيدة تعاني هذه المشكلة أن تبحث في نفسها عن أسباب الشعور داخل زوجها.
توضح صفاء، "لابدّ أن تراعي الزوجة مشاعر زوجها ولا تجعله يحس بأنّ هناك تغييراً كبيراً قد طرأ على حياته بعد الإنجاب"، مشيرة إلى أنّ هناك فعلاً من يهملن أزواجهنّ إرضاء لغريزة الأمومة لديهنّ، ويتناسين أنّ لهذا الزوج رغبات وحاجات "والعلاج في هذه الحالة يكون بتوزيع حكيم لوقتها حتى لا تتكاثر عليها الإلتزامات".
- عقدة أمومة:
في البحث عن ظاهرة الغيرة عموماً، وغيرة الأب من أبنائه خصوصاً، يعرف الدكتور هيثم شبايك، إختصاصي الطب النفسي – مستشفى خورفكان، الغيرة بأنّها "شعور طبيعي، ليس فطرياً بشكل كاكل وإنّما يرتبط أحياناً بالصفات والسمات الشخصية الفطرية، في ظل التنشئة في ظروف وأحداث بيئية معينة"، يكمل "الغيرة يمكن أن تنتاب كل شخص، وهي ترتبط إرتباطاً وثيقاً بالمظاهر المختلفة للإخفاق، فتنشأ عندما يحس الفرد بالإخفاق في الحب أياً كان نوع هذا الحب، عدا حب الوالدين، وهي تحدث عند التهديد بعدم الأمان والإنعزال، فيشعر صاحبها بالنقص، سواء أكان هذا النقص حقيقياً أم مجرّد تصور".
وحسب الدكتور شبايك، فإنّ الغيرة، مادامت في حدودها الطبيعية "فهي صفة إيجابية، تؤدِّي إلى المحبة وتدل عليها، ولكن إن تجاوزت ذلك تعتبر مرضاً يؤدي إلى كثير من المشكلات". مؤكداً أن "غيرة الرجل تختلف عن غيرة المرأة، فهذه الأخيرة تبحث عن الحماية والإحتواء والأفضلية، وغيرتها محصورة في تصوّراتها عن عالمها الخاص، وهي تنافس من أجل هذه الدوافع المذكورة، وفي الغالب فإن غيرتها تقتصر على بنات جنسها أو على صديقاتها المتفوقات عليها، بينما غيرة الرجل شاملة، لأنّه بطبيعته الذكورية لا يقبل بوجود أحد غيره في المجال الذي ينافس به، لذا نراه عنيقاً في غيرته، فسلوكيات الرجل في الغيرة هي سلوكيات العنصر السائد والمسيطر، وهو حين يغار يشعر بأنّه فشل ليس في أن يكون الأفضل، بل لأنّه لم يكن الوحيد".
وحول ما يخص غيرة الرجل من أطفاله، يعتبر الدكتور شبايك أنّها "قد تحدث بدرجة أو أخرى وتتأثر عوامل عدة: التركيب النفسي للرجل، والتركيب الإجتماعي والسلوكي، ثمّ البيئة التي تربي فيها. ولكن إن زادت على حدها الطبيعي، فهذا يشير إلى سلوك مرضي".
لكن ما الدوافع النفسية والإجتماعية للرجل الذي يغار على زوجته من أبنائه؟
يوضح الدكتور شبايك "أسلوب التربية والأعراف الإجتماعية التي تصفق للرجل وتعتبره القائد، وهذا الأمر يولد بداخله نوعاً من الأنانية ويدعم أفعاله، فالذي تربى على مثل هذا السلوك، عندما يكبر ويصبح أباً فإنّه يرفض وجود أي منافس له حتى لو كان المنافسون أطفاله، فيشعر بالضيق والإنزعاج من تهميشه".
يتابع الدكتور شبايك "الدافع الثاني سببه أنّ الرجل الذي لم يتشبع بعاطفة مكتملة من أُمّه (بسبب غيابها أو فقدانها لأي ظرف) ولم يصل إلى درجة (الفطام النفسي)، تظل دائماً تطارده (عقدة الأمومة) فيبحث عن هذه العاطفة عندما يكبر لدى زوجته، وإن شعر بأنّ هناك منافساً له (الأطفال) فإنّه يغار. كذلك الأطفال الذين يعانون عدم الإستقرار والحرمان من العاطفة، يكونون أكثر عرضة للغيرة من أبنائهم في المستقبل حين يغدون رجالاً.
* 3 أسئلة إلى..
محمّد ناجي، المستشار الأسري ومدرب التنمية الذاتية
1- هل يغار الزوج من أطفاله؟ ومن خلال تجربتكم في الإستشارات الأسرية ما حجم هذه المشكلة ومدى إنتشارها؟
- نعم قد يغار الزوج من أطفاله في ظروف وأوقات معينة ولأسباب متعددة، عندما يشعر بأن زوجته تهمله تماماً، ولا تعطيه أي أولوية في حياتها متعللة بالأبناء وتربيتهم. ولكن بوجه عام نستطيع القول إنّها مشكلة محدودة وقد تنشأ وتنتشر بسبب جهل الزوجين كليهما أو أحدهما بحقوق وواجبات الطرف الآخر، والجهل بحقوق وحاجات الأطفال والتعامل معهم. بيد أنّها مشكلة موجودة، وحسب تجربتي فإنّ كثيراً من الأزواج حين يشكون من زوجاتهم قد لا يبينون لنا بصورة مباشرة أنّهم يغارون. لكنهم غالباً ما يشكون من الفجوة العاطفية التي تخلفها المرأة باهتمامها بأطفاله والتقصير في حقوق زوجها.
2- مَنْ يتحمل مسؤولية الخطأ هنا الزوج أم الزوجة، أم لعل الخطأ مشترك؟
- لا يوجد في العادة طرف يتعمد الخطأ أو الإساءة، وإنما هو الجهل بفنون العشرة الزوجية وتنشئة الأبناء والتعامل مع مختلف الظروف داخل الأسرة. فحاجات الزوج متعددة، منها الطعام والشراب، والخلود للراحة والهدوء والسكينة، ووجود الزوجة إلى جانبه لتؤنسه عند حاجته.
فإذا تأثرت بعض هذه الجوانب، وتكرر ذلك، بحثنا عن السبب، فإذا وجدنا في تصوره أنّه بسبب الأطفال، ولم يقم بمناقشة الأمر مع الزوجة ولم تقم الأخيرة بالشرح والتوضيح نشأت بوادر الغيرة.
3- ما النصائح التي يمكن اتباعها للتخلص من هذه المشكلة؟
- على الزوجة الواعية أن توازن بين الأمور الأسرية كلها بحزم، وتعطي كل ذي حق حقه، فللزوج حق، وللأطفال حق، ولنفسها حق. وواجب الزوج أيضاً أن يقدر دور الزوجة وجهودها، وعليه تقديم ما يطيقه من التنازلات، وعند الضرورة على الزوجة أن تستميل الزوج لمراعا ظروفها، بل وتستدرجه لبذل جزء من الجهد ومشاركتها بعض الأعباء